بقلم /مارينا انسي سامي
نحن لا نختار ملامحنا ، ولا أصولنا ، ولا الطبقة الاجتماعية التي ننتمي إليها فهناك من يولد في عائلة مرموقة ويرث كل ثرائها ومجدها، وهناك من ينتمي لعائلة صغيرة لا يعرفها أحد ولا تمتلك أي امتيازات فلا مجد لهؤلاء ..ولا ذنب لهؤلاء ايضاً، فلا مجد في الأشياء التي وجدناها بجانب سرير طفولتنا بل المجد الحقيقي فيما سنأخذه و نصنعه بأيدينا، "لا تعطيني سمكة ولكن علمني كيف اصطاد السمك" مثل صيني شعبي البعض لا يهتم به ولكن حينما نرى أن تطبيق هذا المثل هو السبب الرئيسي فيما وصلت له الصين الآن، حيث أصبحت أحد القوى اقتصادياً في العالم وأصبحت تؤرق منام الدول الكبرى، فالصين أستغلت هذا المثل في الصناعة والزراعة والتجارة فحققت نهضة في وقت قياسي لم يتحقق لغيرها من الدول، حيث حولت الصين المثل الى معاني صناعية وإقتصادية ، بمعنى: لا تصدر لى اجهزة أو مواد ولكن علمني كيف أصنعها ، فغزت العالم كله بمنتجات مقلدة تضاهي كثرة المنتج الاصلي وبأسعار رخيصة في نفس الوقت وبذلك حققت الهدف الإقتصادي بتحقيق التوازن بين حاجات الأفراد و تحقيق الاهداف فنلاحظ من التقدم الهائل الذي وصلت اليه الصين كان السبب فيه اقامة المشاريع الصغيرة و المتوسطة؛ فهناك الكثير من الانجازات الاقتصادية التي تقدمها المشاريع الصغيرة سواء على المستوى الفردي او المستوى الكلي للدولة فهى تحظى بفائدة من الدرجة الأولى في كونها الأسهل والأمن للشخص، كما أنها غير مكلفة و تعد من ضمن القطاعات الاقتصادية التي تشغل أعلى المراكز في كل بلدان العالم باعتبارها مناسبة للأشخاص من ذوي الدخل المحدود، و لذلك قد تساعد في دفع اقتصاد البلدان للقضاء على البطالة وزيادة فرص العمل للشباب والنساء كما تقلل الضغط على الوظائف الحكومية، وقد تكون هذه المشروعات مجالا جيدا للابداع والتجديد و الابتكار في عرض المشروعات و الاستمرارية في العمل؛ و لو فكرنا ما الذي يدفع الانسان الى المشاريع الصغيرة ؟! لوجدنا الاجابة تكمن في: تحقيق الذات الانسانية و الارباح التي توفر احتياجات الانسان و تعينه على جلب متطلباته، و منها القضاء على انتشار التسول بالشوارع و المساعدة في بدء حياة انتاجية و حضارية و ابتكار صناعات جديدة بايدينا و ليست ماخوذه كما هى؛ فالمشاريع الصغيرة فكرة تشغل عقول الكثير من الشباب، و لكن يحتاجون الى المساهمة من الدولة و اعطاء الثقة بالنفس و توفير المقومات الجيدة لتمويل هذه المشاريع.